مدى قانونية تطبيق المسطرة الشفوية على القضايا الإستعجالية

عالـم القانون6 يونيو 2022
مدى قانونية تطبيق المسطرة الشفوية على القضايا الإستعجالية
 تعتبر المسطرة الكتابية هي الأصل في القانون الإجرائي المغربي، و تحيد عنها المسطرة الشفوية كإستثناء في خمس حالات منصوص عليها في المادة 15 من قانون المسطرة المدنية و هي :
* القضايا التي تختص المحاكم الابتدائية فيها إبتدائيا وإنتهائيا
* قضايا النفقة والطلاق والتطليق
*القضايا الاجتماعية
* قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء
* قضايا الحالة المدنية.

وبالرغم من كون القضاء الاستعجالي غير مشمول بهذه الإستثناءات، فإن الممارسة القضائية في المغرب نحت الي تمتيع الخصومة الاستعجالية بأهم مميزات المسطرة الشفوية بحيث تسمح لدفاع الأطراف بالترافع الشفوي في اطار الرد و التعقيب، و تقديم الملتمسات الشفوية، و ضم الحجج و المرفقات إلى ملف النازلة عن طريق المناولة اليدوية،

فيطرح بذلك – التساؤل عن مدى قانونية هذا الإتجاه أمام صراحة النص القانوني الذي لا يجوز التوسع فيه كإستثناء؟

صحيح أن الدعوى الإستعجالية تقوم على عنصر الإستعجال الذي يسمو على الشكليات  l’urgence prime sur les forinalités، و تجب كل ما يؤخر البت فيها وتتحرر بحكم طبيعتها من القيود الإجرائية التي ترافق غالبا دعوی الموضوع، لأنها تتطلب معالجة خاصة تزاوج بين السرعة و البساطة.

بالرغم من كون القضاء الاستعجالي غير مشمول قانونا بالمسطرة الشفوية، فإن الممارسة القضائية نحت الى تمتيع الخصومة الاستعجالية بأهم مميزات المسطرة الشفوية

لكن لابد من التمييز بين حالة الإستعجال العادية – و حالة الإستعجال القصوى التي افرد لها المشرع وحدها تميزا مسطريا خاصا، بحيث يمكن من خلالها لقاضي المستعجلات البت خارج اوقات العمل و خلال أيام العطل و قبل تقييد الطلب في سجل كتابة الضبط، ودون إستدعاء الأطراف.

و التمتيع بميزة النفاذ المعجل على الأصل (المادتين 151 و 15 من ق.م.م)، ففي هذه الحالة يبقى مبررا و منطقيا عدم التقيد بالمسطرة الكتابية باعتبارها كابحا إجرائيا لسرعة البت.

أما في غير هذه الحالة فلا نجد سندا من القانون يجعلنا نركن إلى تطبيق المسطرة الشفوية أو الإستفادة من مزاياها دون مبرر منطقي يفرضه واقع الملف، سيما وأننا أصبحنا نشهد في بعض المحاكم الكبرى تضخما في الملفات الإستعجالية بغية الإستفادة من مزايا الخصومة المستعجلة  réferisation du contentieux civil.

وبالرغم من ذلك يبقى في نظرنا لقاضی المستعجلات حسب الحالة المعروضة على أنظاره السماح بالتقاضي الشفوي إذا رأى في الكتابة وما تتطلبه من تأخير عائقا ماديا بمنع تدخله في الوقت المناسب و مو يبقى أمر خاضع لسلطته التقديرية المستمدة من العناصر الواقعية المعروضة على أنظاره، و دون ذلك يتعين الرجوع إلى الأصل و هي المسطرة الكتابية.
Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules : من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...التفاصيل

موافق