المقدمة
يُعتبر الغبن من المواضيع الهامة في مجال الإلتزامات و العقود، حيث يشير إلى حالة من عدم التوازن في العقد بين الطرفين، تتجلى في استغلال أحد الطرفين للآخر، نتيجة لعدم علمه أو خبرته أو لظروف أخرى تجعل العقد غير عادل. يظهر الغبن بشكل خاص في العقود التجارية أو العقارية حيث تكون المعلومات أو الخبرة غير متكافئة بين الأطراف. ويُعَدّ فهم الغبن وأسبابه من الأمور الجوهرية لضمان العدالة والإنصاف في العلاقات التعاقدية.
في هذا الموضوع، سنقوم بتعريف الغبن، ومناقشة أنواعه وشروط تحققه، مع تقديم أمثلة تطبيقية من الواقع.
المطلب الأول: تعريف الغبن وأنواعه
الفقرة الأولى: تعريف الغبن
الغبن هو حالة من حالات العيب في الإرادة، حيث يتم إبرام عقد بين طرفين بشكل يؤدي إلى ظلم أحد الأطراف بسبب استغلال ضعف أو قلة خبرة أو عدم وعي ذلك الطرف.
يمكن تعريف الغبن بأنه الخلل الذي يحدث عندما تكون المصلحة التي يجنيها أحد الأطراف من العقد غير متوازنة بشكل واضح مع المصلحة التي يجنيها الطرف الآخر، و يحدث الغبن غالبًا عندما يفتقر أحد الأطراف إلى المعرفة أو الخبرة اللازمة لتقدير قيمة ما يتم التعاقد عليه، أو عندما يتم استغلال وضعه المالي أو الاجتماعي.
الفقرة الثانية: أنواع الغبن
يُقسم الغبن إلى عدة أنواع بناءً على السياق الذي يحدث فيه و من أبرز هذه الأنواع:
الغبن الفاحش: هو النوع الذي يتجلى فيه الاستغلال بشكل واضح وفاضح، حيث يكون الفارق بين قيمة المبيع في السوق والقيمة التي تم التعاقد عليها كبيرًا بشكل يُعد غير معقول.
الغبن اليسير: هو الغبن الذي يكون فيه التفاوت في القيم غير كبير، ولا يؤدي إلى ظلم كبير للطرف المغبون. في العادة، لا يُعتبر هذا النوع من الغبن مبررًا لإبطال العقد إلا في حالات خاصة.
الغبن المادي والمعنوي: يمكن أن يكون الغبن ماديًا، حيث يتعلق بالفارق في القيمة المالية، أو معنويًا، حيث يتعلق بتضليل الطرف الآخر أو استغلال ظروفه النفسية أو الاجتماعية.
المطلب الثاني: شروط تحقق الغبن وأمثلة تطبيقية
الفقرة الأولى: شروط تحقق الغبن
لكي يُعتبر الغبن موجودًا في العقد، يجب توافر شروط معينة:
استغلال ضعف الطرف الآخر: يجب أن يكون هناك استغلال لضعف أو عدم خبرة الطرف الآخر، أو استغلال ظروفه الخاصة مثل الجهل أو الحاجة الماسة.
تفاوت واضح في القيم: يجب أن يكون هناك تفاوت واضح بين ما يقدمه الطرفان في العقد، بحيث تكون قيمة المبيع أو الخدمة المقدمة أقل بكثير مما يتم دفعه أو تقديمه في المقابل.
عدم الوعي أو الإدراك: يجب أن يكون الطرف المغبون غير واعٍ بالقيمة الحقيقية للشيء المتعاقد عليه، سواء بسبب نقص المعرفة أو بسبب تضليل من الطرف الآخر.
الفقرة الثانية: أمثلة تطبيقية على الغبن