التيوقراطية، أو الحكم الديني، هي نظام حكم تُستمد فيه السلطة السياسية من المبادئ الدينية، حيث يكون رجال الدين أو المؤسسات الدينية في موقع القيادة السياسية، و يختلف مفهوم التيوقراطية من مجتمع لآخر بناءً على نوع الدين وأسلوب الحكم المتبع، لكنها تشترك في بعض الخصائص الأساسية:
ترجمتها بالإنجليزية Theocracy
أما ترجمتها بالفرنسية Théocratie
مصدر أو أساس السلطة
في النظام التيوقراطي، تعتبر النصوص الدينية المصدر الأساسي للتشريع والقوانين و الحكام أو المسؤولون يستمدون شرعيتهم من دورهم كممثلين أو وكلاء للإله أو للديانة.
القيادة لرجال الدين
القيادة السياسية غالباً ما تكون في يد رجال الدين أو من يمتلكون سلطة دينية و هؤلاء الأشخاص يُنظر إليهم على أنهم يعرفون إرادة الله أو المعتقدات الدينية بشكل أفضل، وبالتالي يحق لهم تفسير القوانين وتطبيقها.
الجمع بين الدين و الدولـــة
في التيوقراطية، يكون الدين والدولة وحدة واحدة و القوانين المدنية مشتقة بشكل مباشر من الشريعة أو النصوص الدينية، ولا يوجد فصل بين القانون الديني والقانون المدني.
أنواع التيوقراطية
1- تيوقراطية مطلقة
حيث يسيطر الدين بشكل كامل على كل جوانب الحياة العامة والخاصة، ولا توجد أي مؤسسات دنيوية خارج نطاق الدين.
2-تيوقراطية معتدلة
حيث يحتفظ الدين بالسيطرة على الجوانب الرئيسية من الحكم، لكن قد يكون هناك نوع من التداخل مع قوانين أو مؤسسات مدنية محدودة.
أمثلة على الأنظمة التيوقراطية
الفاتيكان و يعتبر الفاتيكان مثالًا على التيوقراطية المسيحية حيث يترأس البابا الدولة والكنيسة الكاثوليكية.
إيران يعد النظام في إيران مثالًا على التيوقراطية الإسلامية حيث يمزج بين الحكم الديني والسياسي.
تحديات النظام التيوقراطي و أهم الإنتقادات الموجهة إليه
ينتقد النظام التيوقراطي لعدم توفيره حرية دينية أو سياسية للأفراد، إذ يمكن أن يؤدي إلى تقييد الحريات الشخصية وإقصاء من يعتنقون أديانًا أو معتقدات مختلفة، كما أن التيوقراطية قد تعيق التطور السياسي والاجتماعي لأنها تفرض قيودًا صارمة على التجديد والابتكار خارج الأطر الدينية.
التيوقراطية في السياق التاريخي والمعاصر
التيوقراطية كانت شائعة في العصور القديمة والوسطى حيث كانت الأديان تلعب دورًا مركزيًا في الحياة السياسية والاجتماعية.
في العصر الحديث، تراجعت التيوقراطية في معظم دول العالم، لكن بعض الدول لا تزال تتبع هذا النموذج بشكل كامل أو جزئي.
العلاقة بين التيوقراطية والديمقراطية:
التيوقراطية والديمقراطية يُعتبران نظامين متعارضين، حيث تعتمد الديمقراطية على إرادة الشعب وتعدد الآراء، بينما تعتمد التيوقراطية على حكم ديني مطلق.
التأثير على الحقوق والحريات
التيوقراطية قد تؤدي إلى فرض نظام قيمي معين يتعارض مع القيم العالمية لحقوق الإنسان، مثل حرية الاعتقاد والمساواة بين الجنسين.
النظام القانوني في التيوقراطية
يعتمد بشكل رئيسي على الشريعة أو القوانين الدينية التي تفسر وتطبق من قبل علماء الدين أو القادة الدينيين.
هذه النقاط تقدم نظرة شاملة للتيوقراطية، مغطية الجوانب الرئيسية لهذا النظام السياسي المعتمد على الدين.
العلاقة بين التيوقراطية والأصولية:
الأصولية الدينية غالباً ما ترتبط بالتيوقراطية، حيث تسعى الحركات الأصولية إلى تطبيق الشريعة الدينية بشكل حرفي وكامل في الحياة اليومية والسياسية. في كثير من الأحيان، تعتبر الأصولية الدينية أساساً قوياً للتيوقراطية.
التحولات التاريخية:
العديد من الدول التي كانت تيوقراطية في السابق شهدت تحولات نحو العلمانية أو الديمقراطية. على سبيل المثال، أوروبا في العصور الوسطى كانت تسيطر عليها الكنيسة الكاثوليكية، ولكن مع مرور الوقت، حدثت تحولات سياسية أدت إلى فصل الدين عن الدولة وتأسيس أنظمة حكم علمانية.
التفاعل مع العولمة:
في عصر العولمة، تواجه التيوقراطيات تحديات كبيرة في الحفاظ على هويتها وأسسها، خاصة في ظل تزايد التأثيرات الثقافية والسياسية العالمية التي تدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان.
التعليم والإعلام في التيوقراطية:
في الأنظمة التيوقراطية، التعليم والإعلام غالباً ما يكونان تحت سيطرة الدولة أو المؤسسات الدينية، مما يؤدي إلى نشر أفكار وتوجهات دينية محددة وإقصاء الأفكار المعارضة أو المختلفة.
التيوقراطية والاقتصاد:
في بعض الحالات، تقوم التيوقراطية بفرض قيود اقتصادية بناءً على المبادئ الدينية، مثل حظر بعض الممارسات المالية (كالربا في الإسلام) أو فرض ضرائب دينية (كالزكاة). وقد يؤدي هذا إلى نمط اقتصادي مختلف عن النظم العلمانية.
التيوقراطية كأداة للشرعية السياسية:
تستخدم بعض الأنظمة التيوقراطية الدين كأداة لإضفاء الشرعية على حكمها. ففي بعض الحالات، يُروج الحاكم أو النخبة الدينية لفكرة أنهم مختارون من الله أو أن حكمهم يمثل إرادة إلهية، مما يصعب معارضتهم أو تحديهم.
التيوقراطية وتعدد الأديان:
في الدول التي تتميز بتعدد الأديان، قد تواجه التيوقراطية صعوبات في التعامل مع هذا التنوع، مما يؤدي إلى توترات دينية وسياسية، و يمكن أن ينتج عن ذلك نزاعات بين مختلف الطوائف الدينية أو اضطهاد لأتباع ديانات أو مذاهب أخرى.
أمثلة تاريخية على التيوقراطية:
الدولة العبرية القديمة: حيث كان الحكم يعتمد على الشريعة اليهودية وكان الأنبياء والكهنة يلعبون دوراً رئيسياً في الشؤون السياسية.
المدينة المنورة في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم حيث كانت الدولة تُدار بناءً على الشريعة الإسلامية وكانت السلطة الدينية والسياسية متمثلة في شخص النبي.
مستقبل التيوقراطية: