نقض حكم حول تجاوز الأجل القانوني لتبليغ التصحيح الضريبي

إعادة النظر في حكم قضائي بسبب خرق إجراءات التبليغ الضريبي ضمن الآجال القانونية

عالـم القانون10 أكتوبر 2024
يتعلق هذا القرار الصادر عن محكمة النقض المغربية بمراجعة حكم محكمة الاستئناف الإدارية حول خرق الأجل القانوني لتبليغ مسطرة التصحيح الضريبي وفق المادة 219 من المدونة العامة للضرائب. قررت المحكمة نقض الحكم بسبب تجاوز المهلة الزمنية المحددة في القانون وإحالة القضية للنظر فيها من جديد، مع التأكيد على ضرورة احترام الإجراءات القانونية في التبليغ الضريبي

القرار عدد : 2/214
الصادر بتاريخ 2020/06/18
ملف إداري عدد: 2019/2/4/6005

 

التصحيح الضريبي – أجل تبليغه.

طبقا للمادة 224 من المدونة العامة للضرائب فإن المدة الفاصلة بين تاريخ إيداع الإقرار بعملية التفويت الخاضعة للضريبة على الدخل – الأرباح العقارية – وبين تاريخ تعذر التبليغ برسالة التصحيح الأولى بمراعاة مدة 10 أيام بعد هذا التعذر هي90 يوما.

عدم اعتبار المحكمة لمدة 10 أيام من تاريخ رجوع الطي بملاحظة غير مطالب بها يشكل إخلالا بالأجل الكامل المنصوص عليه في المادة 219 من المدونة العامة للضرائب.

باسم جلالة الملك وطبقا للقانون

 

النقض والإحالة

 

حيث يؤخذ من أوراق الملف، ومن القرار المطلوب نقضه الصادر عن محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط بتاريخ 2018/06/20 في الملف رقم 2018/7209/427 أن الطالب تقدم بمقال أمام المحكمة الإدارية بالرباط عرض فيه أنه باع عقاره المسمى (ف (4) الكائن برقم 1 زنقة مهدية حسان الرباط بثمن إجمالي مبلغه 547.200 درهم وأدى الواجب الضريبي عن ذلك، إلا أنه فوجئ بفرض تكميلي مبلغه 255.251 درهم دون التقيد بمسطرة التصحيح وفقا للمادة 219 وما بعدها من مدونة الضرائب والتمس أساسا إلغاء الضريبة المطعون فيها واحتياطيا إجراء خبرة على العقار المبيع وبعد تبادل الردود والأجوبة وإتمام الإجراءات المسطرية صدر حكم قضى وفق الطلب استأنفته “إيض” فألغته محكمة الاستئناف الإدارية وقضت تصديا برفض الطلب بقرارها المطعون فيه.

في شأن وسيلة الطعن:

حيث يعيب الطالب القرار المطعون فيه بعدم الارتكاز على أساس وانعدام التعليل ذلك أن المحكمة مصدرته اعتبرت أن مسطرة التصحيح سليمة رغم أن الطي والإشعار بالاستلام مجرد صور شمسية غير منتجة إعمالا للمادة 440 من ق.ل.ع ولأنهما لا يتعلقان بنفس الإجراء لاختلاف مضمونهما وأن الإدلاء بصور من طي التبليغ والإشعار بالتوصل فقط لا يتضمنان نفس المراجع ينم عن التقاضي بسوء نية وانه حتى على فرض إدلاء المطلوبة بأصل الوثائق المعتمدة فإن أجل 90 يوما غير محقق في النازلة إلا أن المحكمة لم تراعي ذلك وعرضت قرارها للنقض.
حيث تنص مقتضيات المادة 224 من المدونة العامة للضرائب على أن التصحيح يجب أن يبلغ إلى الخاضع للضريبة داخل أجل لا يتجاوز التسعين (90) يوما الموالية لتاريخ إيداع الإقرار كما تنص المادة 219 من نفس المدونة على أنه إذا تعذر تسليم الرسالة إلى الخاضع للضريبة … عندما يتم توجيه الوثيقة في رسالة مضمونة مع إشعار بالتسليم …. وتم إرجاع الوثيقة مذيلة ببيان غير مطالب به.

يعتبر الظرف مسلما بعد انصرام أجل العشرة أيام الموالية لتاريخ إثبات تعذر تسلم الظرف المذكور. ولما كان إقرار الطالب قد تم بتاريخ 2014/07/24 وأن طي التبليغ رجع بعبارة غير مطالب به بتاريخ 2014/10/14 فإن التبليغ لن يكون صحيحا إلا بعد أجل 10 أيام الموالية لتاريخ تعذر التبليغ وأنه باحتساب هذا الأجل وابتداء من اليوم الموالي فإن التبليغ سيكون قد تم خارج أجل التسعين يوما المذكورة وبالتالي خارج الأجل القانوني فضلا على أن الطعن ارتكز على سببين أولهما الخرق المسطري وثانيهما عدم صحة التقديرات والمحكمة بعدم مراعاتها لذلك جعلت قرارها فاسد التعليل عرضة للنقض.
وحيث إن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفين يقتضيان إحالة القضية على نفس المحكمة للبت فيها طبقا للقانون وهي متركبة من هيئة أخرى.

لهذه الأسباب

قضت محكمة النقض بنقض القرار المطعون فيه وإحالة القضية على نفس المحكمة التي أصدرته للبت فيها من جديد بهيأة أخرى وطبقا للقانون. وبه صدر القرار وتلي في الجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعلاه بقاعة الجلسات العادية بمحكمة النقض بالرباط، وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من رئيس الغرفة الإدارية (القسم الثاني) السيد سعد غزيول برادة رئيسا، والمستشارين السادة: محمد بوغالب مقررا وسعاد المديني وأحمد البوزيدي وحميد ولد البلاد أعضاء وبمحضر المحامي العام السيد حسن تايب، وبمساعدة كاتب الضبط السيد سليمان الخمليشي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق : من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...التفاصيل

موافق